التجارة
تقع دبي في المنتصف بين الشرق والغرب، ومن ثم فإنها محور مستقبلي مزدهر للتجارة العالمية، وتتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي على أكثر طرق التجارة البحرية نشاطاً في العالم بين آسيا وأوروبا ووقوعها على مفترق الطرق الذي يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي وشبه قارة الهند وأفريقيا وآسيا الوسطى.
جدير بالذكر أن دبي تمتلك 120 خطاً ملاحياً وبها 85 شركة طيران بأكثر من 130 وجهة عالمية، كما أن السياسة التي تنتهجها حكومة دبي والمتمثلة في ضخ استثمارات هائلة في مجال النقل والاتصالات والطاقة والبنية التحتية الصناعية قد مكنت المدينة من امتلاك إحدى أفضل شبكات البنية التحتية على مستوى العالم. هذا وتتميز الإمارة بمنظومتها التي تضم العديد من المناطق الصناعية، ومجمعات الأعمال التي تحقق نسب عالية من النجاح، ووجود المناطق الحرة المتخصصة المتميزة على الصعيد الدولي، وامتلاكها لميناءين بحريين على مستوى عالمي، وقرية شحن ومطار دولي كبير، وشبكة طرق سريعة حديثة، وأحدث وسائل الاتصال، والمرافق العامة والطاقة التي يمكن الاعتماد عليها، حيث يوفر جميع ما سبق الكفاءة والمرونة والموثوقية بتكلفة وحجم معقولين.
أضف إلى ذلك ما تتمتع به دبي من موقع جغرافي مميز، مما يجعلها بوابة ومحوراً يتيح فرص للتجارة في سوق إقليمي أوسع نطاقاً يضم 3.5 مليار شخص، وسرعان ما أصبحت دبي مركز قوة رائد على مستوى العالم في مجال الأعمال والتمويل والتكنولوجيا والتجارة إذ أن التجارة جزء متأصل في هويتها، فضلاً عن بيئتها التنظيمية الداعمة للأعمال وبنيتها التحتية المواكبة للمستقبل.
التجارة بالجو والبحر والبر
تتميز إمارة دبي بالاتصال الفائق بينها وبين غيرها، كما أنها مركز التحكم في تريليونات الدولارات المتأتية من الأعمال والاستثمارات في المنطقة، وتساهم وسائل النقل المتعددة الكائنة في الإمارة في تجارة دبي، حيث تتمتع الإمارة بطرق نقل جوية وبحرية وبرية لا تُضاهى، فقد استحوذت التجارة بالجو على أكثر من 46 في المائة (أي 641 مليار درهم إماراتي) من تجارة دبي في عام 2019، كما ساهمت التجارة بالبحر بأكثر من 36 في المائة (أي 502 مليار درهم إماراتي)، بينما ساهمت التجارة بالبر بنسبة 16٪ (أي 228 مليار درهم إماراتي)1.
تعد دبي أحد مراكز الطيران الأكثر تقدمًا على الصعيد العالمي، حيث إنها من المدن المحفزة على التجارة والخدمات اللوجستية، وكان مطار دبي الدولي أكبر مطار دولي من حيث عدد المسافرين على مستوى العالم في عام 2019 للعام السادس على التوالي، علماً بأنه تم نقل 3.42 مليون طن في المجمل عبر مطارات دبي في عام 2019.
ويُعتبر القلب النابض للعمليات التجارية البحرية في دبي هو ميناء جبل علي، أكبر ميناء بحري في الشرق الأوسط، الذي تتولى تشغيله موانئ دبي العالمية وهو المرفق المميز الذي مثل بوابة تجارية فائقة الكفاءة لدول مجلس التعاون الخليجي وإيران والهند وباكستان وشرق أفريقيا والشام لأكثر من 50 عاماً. يتمتع كل من ميناء جبل علي والمنطقة الحرة لجبل علي بربط غير مسبوق بحراً وجواً وبراً ممزوج بمجموعة من المرافق الحديثة وتشكيلة واسعة من مزودي الخدمات اللوجستية والترابط المتميز مع المناطق الداخلية، وتبلغ سعة مناولة الحاويات بالميناء حاليًا 19.3 مليون حاوية نمطية (قياس 20 قدماً)
كبار الشركاء التجاريين
الصين هي أكبر شريك تجاري لدبي، حيث استأثرت بمبلغ قدره 150 مليار درهم إماراتي من اقتصاد دبي في عام 2019 بزيادة قدرها 6 في المائة عن العام السابق، تليها الهند التي ساهمت بأكثر من 135 مليار درهم إماراتي بزيادة قدرها 16في المائة عن العام السابق، ثم الولايات المتحدة الأمريكية التي ساهمت بمبلغ قدره 78 مليار درهم إماراتي، ثم سويسرا بمبلغ قدره 60 مليار درهم إماراتي. وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة كأكبر شريك تجاري لدبي في الوطن العربي وخامس أكبر شريك تجاري لها على مستوى العالم، حيث بلغت ساهمت بمبلغ قدره 56 مليار درهم إماراتي في عام 2019.
مركز إعادة التصدير
تحظى دبي بسمعة تاريخية طيبة بصفتها مركز تجاري لجميع أنواع السلع، وقد باتت أحد أهم مراكز إعادة التصدير على المستويين الإقليمي والعالمي، فقد استأثر عمليات إعادة التصدير على نسبة كبيرة للغاية من التجارة في دبي، حيث مثلت أكثر من 30 في المائة في عام 2019. ومن ثم يتبين أن دبي ليست مجرد محطة شهيرة للسياح فقط ولكنها أيضًا محطة للبضائع العابرة من خلالها إلى الدول الأخرى، وتتحصل دبي على مليارات الدولارات من السلع قبل تداولها في مجموعة كبيرة من دول العالم، حيث يتم تداول جميع المنتجات بدءا من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مثل أجهزة التلفاز والهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي وصولاً إلى المكسرات والتوابل.
أضف إلى ذلك أن موقع دبي الجغرافي المميز يجعلها مكاناً مميزاً للربط بين المشترين والبائعين من آسيا وأوروبا وأفريقيا، بل وحتى من الدول البعيدة عنها، كما أن سهولة الوصول إلى الميناءين البحرين في دبي واللوائح الحكومية المناسبة فيها وخلو بيئتها من الضرائب، فضلاً عن وقوعها في المنتصف بين الشرق والغرب، قد ساهم في تحول المدينة إلى مركز تجاري رائد في المنطقة، وبالنسبة لجميع أشكال إعادة التصدير، فلدى دبي جميع المقومات التي تحتاجها لتنمية أعمالك في الأسواق الجديدة.
المنطقة الحرة لجبل علي
تُعد المنطقة الحرة لجبل محركاً من المحركات الرئيسية لثورة البنية التحتية المميزة بدبي على مدار العقود الست الماضية، وقد استطاعت المنطقة الحرة لجبل علي مدار 35 عاماً الماضية تحقيق النمو من 19 شركة في عام 1985 لتضم اليوم أكثر من 8,000 شركة، منها حوالي 100 شركة عالمية من قائمة فورتشن لأكبر 500 شركة، وهي الشركات التي اختارت معظمها إنشاء مقراتها الإقليمية في المنطقة الحرة لجبل علي لتلبية احتياجات أسواق الشرق الأوسط ككل. علاوة على ذلك تُمثل المنطقة الحرة لجبل علي جزءاً لا يتجزأ من موانئ دبي العالمية وتعمل وفق رؤيتها الرامية إلى "قيادة مستقبل التجارة العالمية" وترسيخ مكانة دبي باعتبارها مركزاً للتجارة العالمية. إن المنطقة الحرة لجبل علي هي أول وأكبر منطقة حرة في دبي وهي بمثابة المنصة الشاملة الأكثر كفاءة للحلول الصناعية واللوجستية، حيث تساهم بنسبة 23.8 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، كما أنها تُمثل مركزاً لوجستياً للخليج العربي حيث توفر القدرة على الربط البحري بأكثر من 80 خدمة أسبوعية لأكثر من 150 ميناء توقف وأكثر من 180 شركة شحن. ومن ثم يُصبح أمام أي شركة ترتبط بالمنطقة الحرة لجبل علي الفرصة على الوصول إلى أسواق تضم أكثر من 3.5 مليار مستهلك.
دبي الجنوب
دبي الجنوب هي أحد أبرز المساهمين في مسيرة التنمية التجارية بدبي، حيث إنها تضم الركائز الأساسية التي تسهل نمو هذا القطاع، ألا وهي المنطقة اللوجستية ومجمع الأعمال ومركز الطيران، وكلاهما له دور في تحقيق الاتصال السلس ويوفر منصة اقتصادية كاملة تمكن جميع أنواع الشركات والقطاعات من الازدهار والقدرة على الاستمرار، كما أن قرب موقع دبي الجنوب من ميناء جبل علي البحري واحتضانها لمطار آل مكتوم الدولي يجعلها أيضًا مركزاً تجارياً دولياً مناسبًا يتميز بسلسلة إمداد ذي منظومة كاملة تعمل على دعم التدفق السلس للسلع والخدمات عن طريق البر والجو والبحر.